التعلم عن بعد والتعلم عبر الانترنت: الخطأ الشائع!

هناك خطأ شائع في اعتبار أن التعلم عن بعد هو مرادف للتعلم عبر الإنترنت، وفي واقع الأمر فإن التعلم عبر الانترنت هو أحد وسائل التعلم عن بعد ولكن نظرا لانتشار الأول فإنه اعتبر في أحيان كثيرة مرادفا للتعلم عن بعد.

التعليم عن بُعد هو أحد الأساليب التعليمية التي تشمل مجموعة من العناصر الأساسية لمنهجية التعليم الكلاسيكية. يختلف هذا الأسلوب عن غيره من الأساليب التقليدية أنه يقوم على وجود المتعلم في مكان مختلف عن المصدر الذي قد يكون المحاضر متواجد فيه أو المادة العلمية أو حتى باقي المتعلمين. يقوم مبدأ التعلم عن بعد على نقل البرنامج التعليمي من موضعه في حرم المؤسسة التعليمية إلى أماكن متفرقة جغرافياً. ويتوجه إلى جذب الأشخاص الراغبين في التعلم الذين لم تسمح لهم الظروف العادية، لسبب أو لآخر، الاستمرار في برنامج تعليمي تقليدي أو الانتظام في دوام طبيعي لمراكز التعليم المعتمدة.

إذاً كيف تطور هذا النوع من التعلم؟ بدأ التعليم عن بعد في أوائل الثمانينات من خلال بعض الجامعات الأوربية والأمريكية التي كانت تقوم بإرسال مواد تعليم مختلفة من خلال البريد العادي للطالب، وكانت هذه المواد تشمل الكتب، شرائط التسجيل والفيديو، وكان المتعلم بدوره يقوم بإرسال فروضه باستخدام نفس الطريقة. ثم تطور الأمر في أواخر الثمانينات لتتم هذه العملية من خلال قنوات الكابل والقنوات التليفزيونية وكانت شبكة الأخبار البريطانية رائدة في هذا المجال. وبعد ثورة الانترنت في أوائل التسعينات أصبحت الأخيرة هي وسيلة الاتصال البديلة والسريعة والسهلة ليحل بذلك البريد الإلكتروني محل البريد العادي. وفي أواخر التسعينات ظهرت المواقع الشهيرة التي تقدم خدمة متكاملة للتعليم عن طريق الويب، نذكر منها منصات عالمية وشهيرة مثل: Coursera، Udemy، Linda، رواق، وإدراك، وغيرها الكثير. شملت خدمات هذه المنصات محتوى التعليم الذاتي بالإضافة لإمكانيات التواصل والتشارك مع زملاء الدراسة من خلال ذات الموقع أو البريد الإلكتروني. وحديثا ظهر التعليم التفاعلي التي يسمح للمحاضر أن يلقي دروسه بطريقة البث المباشر (Streaming) على مئات المتعلمين في جميع أنحاء العالم دون التقيد بالمكان بل وتطورت هذه الأدوات لتسمح بمشاركة المتعلمين بالحوار والمداخلة.

أما التعليم عن بعد أو التعليم الالكتروني (E-learning) فهو وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات، ويجمع كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم، حيث يستخدم أحدث الطرق لتقديم المحتوى التعليمي مع ما يتضمنه من تمارين، وصور، وملفات، وصوت، ومكتبات الكترونية، وآليات بحث، ومتابعة، وتفاعل عن بعد أو في الفصل عن طريق استخدام برامج متقدمة ومخزونة في الحاسب الآلي. وتضم تطبيقاته التعلم عبر الوب والتعلم بالحاسوب وغرف التدريس الافتراضية والتعاون الرقمي. ولقد أدى التطور التقني إلى ظهور أنماط جديدة للتعلم والتعليم، مما زاد في ترسيخ مفهوم التعليم الفردي أو الذاتي؛ حيث يتابع المتعلم تعلّمه حسب طاقته وقدرته وسرعة تعلمه ووفقا لما لديهِ من خبرات ومهارات سابقة.


أنواع التعليم الالكتروني:

  1. التعليم الإلكتروني المتزامن: هو التعليم على الهواء (البث المباشر أو Streaming)، والذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في ذات الوقت أمام أجهزة الحواسيب، لإجراء المحادثة والنقاش بين المتعلمين والمعلم عبر غرف المحادثة، ومن سلبياته الحاجة إلى شبكة اتصالات جيدة، وللعديد من الأجهزة الحديثة، أما إيجابياته فتتمثل أنه: قليل التكلفة، ويوفر الوقت والجهد نتيجة الاستغناء عن الذهاب إلى مقر الدراسة، وحصول المتعلم على تغذية راجعة وفورية.

  2. التعليم الإلكتروني غير المتزامن: هو التعليم غير المباشر، الذي لا يتطلب وجود المتعلمين في ذات الوقت، مثل: الفيديوهات المسجلة، الحصول على الخبرات من الأقراص المدمجة، أو من المواقع المتاحة، أو عن طريق أدوات التعليم الإلكتروني. يتميز هذا النوع بالعديد من الإيجابيات، وهي: حصول المتعلم على الدراسة في أي وقت يجده ملائماً له، وإمكانية الرجوع للمادة، وإعادة دراستها من جديد، أما سلبياته فهي: زيادة العزلة، وعدم قدرة المتعلم على الحصول على تغذية راجعة وفورية من المعلم.


أدوات التعليم الإلكتروني:

  1. أدوات التعليم الإلكتروني المتزامن: هي الأدوات التي تتيح الفرصة للمستخدم الاتصال المباشر بالمستخدمين الآخرين على الشبكة، ومن هذه الأدوات:

  • المحادثة: وهي إمكانية التحدث مع المستخدمين الآخرين عبر الإنترنت في ذات الوقت عن طريق استخدام برنامج يشكل محطة افتراضية تجمع كافة المستخدمين على الإنترنت للتحدث صورةً وكتابةً وصوتاً.

  • المؤتمرات الصوتية: هي تقنية إلكترونية تستخدم هاتفاً عادياً، وآلية للمحادثة على شكل خطوط هاتفية توصل المتحدث بعدد من المستقبلين في أماكن مختلفة من العالم.

  • مؤتمرات الفيديو: هي المؤتمرات التي تتيح إمكانية التواصل بين مجموعة من الأفراد الذين تفصل بينهم مسافة عن طريق شبكة تلفزيونية عالية القدرة باستخدام الإنترنت، حيث يستطيع كل فرد موجود أن يوجه الأسئلة، وأن يجري أي نقاش مع المتحدث، كما أنه يستطيع أن يرى المتحدث.

  • اللوح الأبيض: هو سبورة شبيهة بالسبورة التقليدية، حيث تمكن المستخدم من إجراء الرسوم والشرح الذي ينتقل إلى الآخرين.

  • برامج القمر الصناعي: وهي البرامج المتصلة بنظم الحاسب الآلي، والمرتبطة بخط مباشر مع شبكة الاتصالات، مما سهل إمكانية الاستفادة من القنوات البصرية والسمعية في عمليات التدريس والتعليم.

  1. أدوات التعليم الإلكتروني غير المتزامن: وهي الأدوات التي تتيح للمستخدم إمكانية التواصل مع المستخدمين الآخرين بطريقة غير مباشرة، دون الحاجة لوجود المستخدمين على الشبكة في ذات الوقت، ومن أدواتها:

  • البريد الالكتروني: حيث يتيح إمكانية تبادل الرسائل والوثائق عبر الحاسب من خلال شبكة الإنترنت.

  • الشبكة النسيجية: هي نظام معلومات يعرض معلومات مختلفة على صفحات مترابطة، كما يسمح للمستخدم بالدخول إلى مختلف خدمات الإنترنت.

  • القوائم البريدية: هي قائمة من العناوين البريدية المضافة لدى المؤسسة أو الشخص، حيث يتم تحويل الرسائل إليها من عنوان بريدي واحد.

  • نقل الملفات: تكمن وظيفة هذه الأداة في نقل الملفات من حاسب إلى حاسب آخر متصل به عبر شبكة الإنترنت.

  • الفيديو التفاعلي: هو التقنية التي توفر التفاعل بين المتعلم والمادة المعروضة، بهدف جعل التعليم أكثر تفاعلية.

  • الأقراص المدمجة: هي الأقراص التي تُجهّز من خلالها المناهج الدراسية، وتحمَّل على أجهزة الطلاب، ثم الرجوع إليها عند الحاجة.

في المقال القادم سنتحدث عن التعلم الالكتروني، فوائده، أهميته بالنسبة للأفراد وللشركات، كما سنتكلم باستفاضة عن تحديات التعليم الالكتروني والحلول المقترحة.

الآن، هل أنت مع طريقة التعليم الالكتروني المتزامن (البث المباشر) أم التعليم الالكتروني غير المتزامن (المعتمد على التسجيل)؟



المراجع:

  Harvard Business School, Case Study on Distance on Education, 2015/2018 –

     Wikipedia, free online encyclopedia –

 

إعداد: رولا الحموي

الرئيس التنفيذي

شركة أسس للتدريب وتنمية الموارد البشرية محدودة المسؤولية

Select your currency
SYP ليرة سورية